السَّمَاءِ}، قال ابن عباس والضحاك وقتادة: أي عذابًا من السماء، والظاهر أنه المطر المزعج الباهر، الذي يقتلع زروعها وأشجارها {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} وهو التراب الأملس الذي لا نبات فيه {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا} وهو ضد المعين السارح {فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا} يعني: فلا تقدر على استرجاعه، قال الله تعالى:{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} أي: جاءه أمر أحاط بجميع حواصله، وخرَّب جنته، ودمرها {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} أي: خربت بالكلية، فلا عودة لها، وذلك ضد ما كان عليه أمَّل، حيث قال:{مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} وندم على ما كان سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله العظيم، فهو يقول:{يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}. قال الله تعالى:{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا} أي: لم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره، وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك، كما قال تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (١٠)} [الطارق: ١٠].
قوله تعالى:{هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} كقوله: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا الْكَافِرِينَ (٢٦)} [الفرقان: ٢٦]، فالحكم الذي لا يُرد ولا يُمانع ولا يُغالب - في تلك الحال وفي كل حال - لله الحق. ومنهم من رفع {الحَقُّ} جعله صفة لـ {الْوَلَايَةُ} وهما متلازمان، وقوله {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} أي: