للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاملته خير لصاحبها ثوابًا، وهو الجزاء، وخير عُقبًا، وهو العاقبة في الدنيا والآخرة» (١).

وقد اشتملت هذه القصة على فوائد جمة، منها:

الاعتبار بحال الذي أنعم الله عليه نعمًا دنيوية، فألهته عن آخرته وأطغته، وعصى الله فيها، أن مآلها الانقطاع والاضمحلال، وأنه وإن تمتع بها قليلًا فإنه يحرمها طويلًا.

«أنه لا ينبغي لأحد أن يركن إلى الحياة الدنيا، ولا يغتر بها، ولا يثق بها، بل يجعل طاعة الله والتوكل عليه في كل حال نصب عينيه، وليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده، قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: ٩٦]، وقال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٠)} [القصص:٦٠].

أن من قدم شيئًا على طاعة الله والإنفاق في سبيله عُذب به، وربما سلب منه معاملة له بنقيض قصده.

أن الواجب قبول نصيحة الأخ المشفق، وأن مخالفته وبال ودمار على من رد النصيحة الصحيحة» (٢).

أن ما يعطيه الله الكافر ليس دليلًا على محبته ورضاه، قال


(١) البداية والنهاية لابن كثير - رحمه الله - (٢/ ٥٧٢ - ٥٧٧).
(٢) البداية والنهاية لابن كثير - رحمه الله - (٢/ ٥٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>