وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يومًا في ناديهم، فجاءهم رسول الله صالح - عليه السلام - فدعاهم إلى الله تعالى وذكَّرهم وحذَّرهم ووعظهم وأمرهم، فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرةٍ هناك - ناقة من صفتها كيت وكيت - وذكروا أوصافًا سموها ونعتوها وتعنَّتوا فيها - وأن تكون عُشراء طويلة، من صفتها كذا وكذا، فقال لهم النبي صالح عليه السلام: أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أُرسلت به؟ قالوا: نعم، فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك، ثم قام إلى مُصلَّاه، فصلى لله - عز وجل - ما قُدِّر له، ثم دعا ربه - عز وجل - أن يُجيبهم إلى ما طلبوا، فأمر الله - عز وجل - تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة كوماء، عُشراء، على الوجه الذي طلبوا، وعلى الصفة التي نعتوا، فلما عاينوها كذلك، رأوا أمرًا عظيمًا، ومنظرًا هائلًا، وقدرة باهرة، ودليلًا قاطعًا وبُرهانًا ساطعًا، فآمن كثير