للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل يفرح له بما صار إليه» (١).

وروى والترمذي في سننه وابن حبان في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله - عز وجل - قال: «يَا جَابِرُ مَالِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا وَعِيَالًا، فَقَالَ: «أَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَإِنَّ اللَّهَ أَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، وَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ مَا شِئْتَ أُعْطِيكَ، قَالَ: تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ فِيكَ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَا، إِنِّي أَقْسَمْتُ بِيَمِينٍ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ» يَعْنِي الدُّنْيَا. ونزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)} [آل عمران: ١٦٩] (٢).

وروى النسائي في سننه من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: لَمَّا أُصِيْبَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَاءتْ أُمِّي بِهِمَا قَدْ عَرَضَتْهُمَا عَلَى نَاقَةٍ، فَأَقْبَلَتْ بِهِمَا إِلَى المَدِيْنَةِ. فَنَادَى مُنَادٍ: ادْفِنُوا القَتْلَى فِي مَصَارِعِهِم، فَرُدَّا حَتَّى دُفِنَا فِي مَصَارِعِهِمَا (٣).

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث جابر بن


(١). فتح الباري (٣/ ١١٦).
(٢). صحيح ابن حبان برقم ٦٩٨٣، وسنن الترمذي برقم ٣٠١٠، وحسنه الألباني - رحمه الله - في صحيح الترمذي برقم ٢٤٠٨، وكتاب التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٨٩٠) واللفظ له، والزيادة في آخر الحديث للترمذي، ورواه الإمام أحمد في مسنده (٢٣/ ١٦٣) برقم ١١٤٨٨ مختصرًا، وقال محققوه: إسناده حسن.
(٣). برقم ٢٠٠٥ وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في أحكام الجنائز ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>