سيقول: كيف أفعل كل ذلك وأدع الحضور لصلاة الجماعة وهي أسهل من بعض هذه الأفراد المذكورة، وحينئذ يكون قد حكم عليه بالموت وهو حي.
الثاني: أن يذهب ويجيء ويقضي كل ما يحتاجه من أموره الخاصة أو العامة، وهو في هذه الأحوال يمر على المساجد في ذهابه وإيابه فهل من العقل والحكمة أن يصلي في بيته بدعوى أنه رخص له والحال ما ذكر؛ بهذا يتبين ويتضح غاية الوضوح أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعمى أن يحضر صلاة الجماعة ولم يرخص له في تركها بسبب العمى أن هذا عين الحكمة وكمال المصلحة ودفع لمفاسد كثيرة تحصل بتركه الصلاة مع الجماعة. فثبت أن هذا من محاسن الدين الإسلامي التي لا تحصى كثرة، يعرفها ويدركها من تأملها وفقه في دين الله ونفعه ما نفع الله به محمدًا - صلى الله عليه وسلم - من العلم والهدى.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.