للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّأْوِيلَ» (١). قال ابن حجر - رحمه الله -: «ولعل ذلك كان في الليلة التي بات ابن عباس - رضي الله عنهما - فيها ليرى صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -».

والمراد بالكتاب القرآن لأن العرف الشرعي عليه، والمراد بالتعليم: ما هو أعم من حفظه والتفهم فيه (٢).

ومنها: موقفه مع أنس بن مالك: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: جَاءَتْ بي أُمِّي أُمُّ أَنَسٍ إلى رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدْ أَزَّرَتْنِي بنِصْفِ خِمَارِهَا، وَرَدَّتْنِي بنِصْفِهِ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ! هذا أُنَيْسٌ ابْنِي، أَتَيْتُكَ به يَخْدُمُكَ فَادْعُ اللهَ له، فَقالَ: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ»، وفي رواية: «وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» (٣). قال أنس - رضي الله عنه -: فَوَاللَّهِ إنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ، وإنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ علَى نَحْوِ المِئَةِ، اليَومَ (٤). وفي رواية البخاري: وحَدَّثَتْنِي ابْنَتي أُمَيْنَةُ: أنَّه دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ حَجَّاجٍ البَصْرَةَ بضْعٌ وعِشْرُونَ ومِئَةٌ (٥).

قال أبو العالية: «كان لأنس بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك» (٦). قال ابن


(١). برقم ٣١٠٢، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٢). فتح الباري (١/ ١٧٠).
(٣). صحيح البخاري برقم ٦٣٨٧، وصحيح مسلم برقم ٢٤٨٠.
(٤). صحيح البخاري برقم ١٩٨٢، وصحيح مسلم برقم ٢٤٨٠ واللفظ له.
(٥). صحيح البخاري برقم ١٩٨٢.
(٦). رواه الترمذي برقم ٣٨٣٣، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٣٤) برقم ٣٠١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>