يضربه بمقمعة من حديد، فيفتح دماغه، ثم يصب الحميم على رأسه فينزل في بدنه، فسلت ما في بطنه من أمعائه حتى تمزق من كعبيه - أعاذنا الله تعالى من ذلك.
قوله تعالى:{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} يقال له ذلك على سبيل التهكم والتوبيخ والاستهزاء، أي بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله، وإنك كريم على الله لا يصيبك بعذاب، فاليوم تبين لك أنك أنت الذليل المهان الحقير.
قوله تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر السعداء، ولهذا سمي القرآن مثاني، فقال:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ} أي لله في الدنيا في مقام أمين في الآخرة وهو الجنة، قد أمنوا فيها من الموت والخروج، ومن كل هم وحزن وجزع، وتعب ونصب، ومن الشيطان وكيده وسائر الآفات والمصائب.
قوله:{فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} في مقابلة ما أولئك فيه من شجر الزقوم، وشرب الحميم؛ هم في ظل ظليل من كثرة الأشجار والفواكه، وعيون سارحة تجري من تحتهم الأنهار، يفجرونها تفجيرًا في جنات النعيم، فأضاف الجنات إلى النعيم؛ لأن كل ما اشتملت عليه كله نعيم وسرور كامل من كل وجه ما فيه منغص، ولا مكدر بوجه من الوجوه.