للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها موت يستثنى لم يستثن الموتة الأولى التي هي الموتة في الدنيا، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُؤْتَى بالمَوْتِ في صورة كَبْشٍ أمْلَحَ، فَيوقَفُ بين الجَنَّةِ والنار، ثم يُذْبَحُ ثُمَّ يُقَالُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فلَا مَوْتَ» (١).

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُنادِي مُنادٍ: إنَّ لَكُمْ أنْ تَصِحُّوا فلا تَسْقَمُوا أبَدًا، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَحْيَوْا فلا تَمُوتُوا أبَدًا، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبَدًا، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَنْعَمُوا فلا تَبْأَسُوا أبَدًا؛ فَذلكَ قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: ٤٣]» (٢).

قوله تعالى: {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ} أي حصول النعيم واندفاع العذاب عنهم من فضل الله وإحسانه عليهم، كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ» (٣). {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وأي فوز أعظم من نيل


(١). صحيح البخاري برقم ٤٧٣٠، وصحيح مسلم برقم ٢٨٤٩ واللفظ له.
(٢). برقم ٢٨٣٧.
(٣). صحيح البخاري برقم ٦٤٦٧، وصحيح مسلم برقم ٢٨١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>