للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: فإنك تقدر ولا أقدر، أي تقدر أن تجعلني قادرًا فاعلًا، ولا أقدر أن أجعل نفسي كذلك، قوله: وتعلم ولا أعلم، أي حقيقة العلم بعواقب الأمور ومآلها والنافع منها والضار عندك وليس عندي، قوله: يسره لي أو فاصرفه عني، فإنه طلب من الله تيسيره إن كان فيه مصلحة، وصرفه عنه إن كان فيه مفسدة (١).

قوله: ثم بارك لي فيه، والبركة تتضمن ثبوته ونموه، وهذا قدر زائد على إقداره عليه وتيسيره له (٢).

قوله: ثم رضني به، فإن المقدور يكتنفه أمران: الاستخارة قبل وقوعه، والرضى بعد وقوعه، فمن سعادة العبد أن يجمع بينهما.

يتضمن هذا الدعاء الإقرار بوجوده سبحانه، والإقرار بصفات كماله؛ من كمال العلم والقدرة والإرادة، والإقرار بربوبيته، وتفويض الأمر إليه، والاستعانة به، والتوكل عليه، والخروج من عهدة نفسه، والتبرؤ من الحول والقوة إلا به، واعتراف العبد بعجزه عن علمه بمصلحة نفسه وقدرته عليها، وإدارته


(١). شفاء العليل لابن القيم - رحمه الله - (١/ ١١٠).
(٢). شفاء العليل (١/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>