للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها، وأن ذلك كله بيد وليه وفاطره وإلهه الحق (١).

٢ - إذا علم العبد أن الله محيط بكل شيء وهو بكل شيء عليم، فإنه يخاف ويرهب من الله تعالى، ولا يقول قولًا ولا يفعل فعلًا يغضب الله، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: ٢٣٥].

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله -: «وهذه الآية فيها إرشاد إلى تطهير القلوب، واستحضار علم الله كل وقت، فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلًّا لكل فكر رديء، بل يشغل أفكاره فيما يقرب إلى الله، من تدبر آية من كتاب الله أو سنة من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو تصور وبحث في علم ينفعه، أو تفكر في مخلوقات الله ونعمه، أو نصح لعباد الله» (٢).

وفي الآية الكريمة: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٦١)} [يونس:٦١].

٣ - أن الخلق لا يحيطون علمًا بالخالق، أي لا يعلمون شيئًا من ذاته


(١). زاد المعاد (٢/ ٤٠٤).
(٢). تيسير الكريم الرحمن ص ١٥١ - ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>