للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتِ الْأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ (١) عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى، وَلَا سَمِينٌ فَيُنْتَقَلَ (٢).

قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ (٣)، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ (٤)، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ (٥).

قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ (٦)، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ (٧)، وَإِنْ


(١). أي كلحم الجمل في الرداءة لا كلحم الضأن، والمقصود منه المبالغة في قلة نفعه والرغبة عنه ونفاد الطبع منه.
(٢). والمقصود منه المبالغة في تكبره وسوء خلقه، فلا يوصل إليه إلا بغاية المشقة، ولا ينفع زوجته في عشرة ولا غيرها مع كونه مكروهًا رديئًا، ومعنى لا ينتقل، أي لا ينقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه بعد مقاساة التعب ومشقة الوصول، بل يرغبون عنه لرداءته، وبالجملة فقد وصفته بالبخل والرداءة والكبر على أهله وسوء الخلق.
(٣). أي: لا أظهره وأنثره.
(٤). أي تخاف من ذكره أن يطلقها، قلت: بل الصواب أن الضمير فيه راجع إلى الخبر، والمعنى إن شرعت في الخبر أخاف أن أتركه لكثرته، تعليق الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله -.
(٥). بضم الأول وفتح الثاني أي عيوبه كلها، ظاهرها وباطنها.
العجر: جمع عجرة وهي نفخة في عروق العنق، والبجر جمع بجرة: السرة. تريد: لا أخوض في ذكر خبره، فإني أخاف من ذكره الشقاق والفراق وضياع الأطفال والعيال.
(٦). بفتح العين والشين والنون مفتوحة مشددة، وهو الطويل المستكره في طوله النحيف السيئ الخلق.
(٧). أي إن أنطق بعيوبه تفصيلًا يطلقني لسوء خلقه، ولا أحب الطلاق لأولادي منه، أو لحاجتي إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>