للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَكِبَ شَرِيًّا (١)، وَأَخَذَ خَطِّيًّا (٢)، وَأَرَاحَ (*) عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا (٣)، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا (٤)، قَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ (٥)، فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِي مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ.

قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» (٦) (٧).

قال ابن حجر - رحمه الله -: «وكأنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك تطييبًا لها وطمأنينة لقلبها ودفعًا لإيهام عموم التشبيه بجملة أحوال أبي زرع إذ لم يكن فيه ما تذمه النساء سوى ذلك، وقد وقع الإفصاح بذلك، وأجابت هي عن ذلك جواب مثلها في فضلها وعلمها» (٨)، وفي


(١) أي فرسًا يتشرى في مشيه أي يلج فيه بلا فتور.
(٢) وهو الرمح المنسوب إلى الخط، قرية بساحل بحر عمان تعمل فيها الرماح.

(*) ... قلت: الأصل راح، وهو خطأ مخالف لما في الصحيحين والنهاية.
(٣) أي جعلها داخلة علي في وقت الرواح وهو ما بعد الزوال، أو أدخلها علي في المراح. والنعم: الإبل والغنم والبقر، وثريا: من الثروة وهي كثيرة المال.
(٤). أعطاها من كل بهيمة ذاهبة إلى بيته في وقت الرواح زوجين اثنين اثنين.
(٥). أي قال الزوج الذي تزوجها بعد أبي زرع: كلي ما تشائين وأعطي أقاربك.
(٦). صحيح البخاري برقم (٥١٨٩)، وصحيح مسلم برقم (٢٤٤٨) واللفظ له.
(٧) الحديث بتمامه مع معاني الكلمات منقول من مختصر الشمائل المحمدية بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، ص (١٣٤ - ١٤٢).
(٨). فتح الباري (٩/ ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>