للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا (١)، وَمِلْءُ كِسَائِهَا (٢)، وَغَيْظُ جَارَتِهَا (٣).

جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ (٤) أَبِي زَرْعٍ؟ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا (٥)، وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا (٦)، وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا (٧).

قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ (٨) وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ (٩)، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ (١٠)، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ (١١)، طَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا (١٢)،


(١). أي هي مطيعة لأبيها ولأمها غاية الإطاعة.
(٢). أي مالئة لكسائها لضخامتها وسمنها، وهذا ممدوح في النساء.
(٣). والمراد منها ضرتها، فتغيظ ضرتها، لغيرتها منها بسبب مزيد جمالها وحسنها.
(٤) أي خادمته.
(٥) والمعنى لا تنشر كلامنا الذي نتكلم به فيما بيننا نشرًا، لديانتها.
(٦). أي لا تنقل طعامنا نقلاً لأمانتها وصيانتها، وتنقث بفتح التاء وضم القاف، والنون ساكنة. والمعنى: لا تنقل، والميرة: بكسر الميم: الطعام.
(٧). أي لا تجعل بيتنا مملوءًا من القمامة والكناسة حتى يصير كأنه عش الطائر، بل تصلحه وتنظفه لشطارتها.
(٨). خرج لسفر في يوم من الأيام.
(٩) أي والحال أن الأوطاب جمع طب: أي أسقية اللبن، وتمخض بالبناء للمجهول أي تحرك لاستخراج الزبد من اللبن. والمراد أنه خرج في حال كثرة اللبن وذلك حال خروج العرب للتجارة.
(١٠). أي مثلهما في الوثوب واللعب وسرعة الحركة.
(١١) أي ذات ثديين صغيرين كالرمانتين، فيلعب ولداها بثدييها الشبيهين بالرمانتين.
(١٢) أي من سراة الناس وأشرافهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>