كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة

جـ ١٢ - الكلمة التاسعة والثلاثون: السعادة والفلاح في فهم مقاصد النكاح (٤) - ج: 12 - ص: 298

فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ (١)، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ (٢)، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ (٣). أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ (٤): عُكُومُهَا رَدَاحٌ (٥)، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ (٦).

ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ (٧): مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ (٨)، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ (٩).

---

(١). أي فأتكلم عنده بأي كلام فلا ينسبني إلى القبح لكرامتي عليه، ولحسن كلامي لديه.
(٢). أي أنام فأدخل في الصبح فيرفق بي ولا يوقظني لخدمته ومهنته، لأني محبوبة إليه، ومكفية بالخدم التي تخدمه وتخدمني.
(٣) أي فأروى وأدع الماء لكثرته عنده، مع قلته عند غيره. والمعنى: أنها لم تتألم منه، لا من جهة المرقد ولا من جهة المشرب.
قلت: وفي النهاية: «أرادت أنها تشرب حتى تروى وترفع رأسها. يقال: قَمَح البعير يقمح إذا رفع رأسه من الماء بعد الري، ويروى بالنون».
(٤). أرادت أن تمدح أمَّ زوجها بعد مدح زوجها.
(٥). أي أعدالها وأوعية طعامها عظيمة ثقيلة كثيرة، العكوم جمع عكم وهو العدل إذا كان فيه متاع، والرداح: بفتح الراء: العظيمة الثقيلة الكثيرة.
(٦). بفتح الفاء أي واسع، وسعة البيت دليل سعة الثروة.
(٧). انتقلت إلى مدح ابن أبي زرع.
(٨) أي مرقده كمسل: بفتح أوله وثانية بمعنى مسلول. شطبة: بفتح الشين وسكون الطاء وهي ما شطب أي شق من جريد النخل وهو السعف. والمعنى أن محل اضطجاعه وهو الجنب كشطبة مسلولة من الجريد في الدقة فهو خفيف اللحم دقيق الخصر كالشطبة المسلولة من قشرها.
(٩). بضم التاء لأنه من الإشباع، والجَفْرة بفتح الجيم وسكون الفاء هي الأنثى من أولاد المعز، والمراد أنه ضاوي مهفهف قليل اللحم على نحو واحد على الدوام، وذلك شأن الكرام.