للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هاتين الآيتين الكريمتين خص الله تعالى الزوجة بذلك فجعلها هي السكن لزوجها. والسكون هو الاطمئنان والراحة، وقد اشتملت هذه الكلمة العظيمة على معان واسعة تكاد تشمل جميع مناحي الحياة. فانظر إلى حال الناس الأسوياء عندما يكونون خارج مساكنهم وما يلزمهم من التكلف في ضبط الكلام والملبس والحركة والسكون، ثم انظر إليهم عندما يعودون إلى مساكنهم كيف يزول عنهم ذلك التكلف في أكلهم وشربهم ونومهم وغير ذلك بما يحصل لهم من الطمأنينة والانبساط، فكذلك الزوجة هي السكن لزوجها. وهي حين تكون كذلك فإنما تعمل وفق حكمة الخالق ? وقد خلقها مهيَّأة لذلك، فلتحمد الله ولتكثر من شكره.

قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [سورة البقرة، آية رقم: ١٨٧].

ففي قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} معنى عظيم يجب على الزوجين أن يتفطنا له ويعملا بموجبه وهو حق متبادل بينهما، وبيان ذلك أن اللباس له ثلاثة أغراض جليلة:

الأول: ستر ما يُستحيا من كشفه.

الثاني: الوقاية من الحر والبرد ونحوهما.

الثالث: التجمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>