الدواب لقول الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨)} [سورة الأنعام، آية رقم: ٣٨] فتحشر الدواب يوم القيامة ويشاهدها الناس، ويقتص لبعضها من بعض حتى إنه يقتص للبهيمة الجلحاء التي ليس لها قرن من البهيمة القرناء، فإذا اقتص من بعض هذه الوحوش لبعض أمرها الله تعالى فكانت ترابًا (١)، وإنما يفعل ذلك - سُبْحَانَهُ - لإظهار عدله بين خلقه وغير ذلك من الحكم.
قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦)} البحار جمع بحر وجمعت لعظمتها وكثرتها، فإنها تمثل ثلاثة أرباع الأرض تقريبًا أو أكثر، هذه البحار العظيمة إذا كان يوم القيامة فإنها تسجر، أي تشتعل نارًا عظيمة وحينئذ تيبس الأرض ولا يبقى فيها ماء.
قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧)} أي قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، واقترن الكافرون بالشياطين؛ كقوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧)} [سورة الواقعة، آية رقم:
(١). أخرجه ابن جرير في تفسيره عن بعض الصحابة (١٠/ ٨٤٣٨)، وأورده الشيخ الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة برقم (١٩٦٦).