للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو بيته.

قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧)} أي أدبر- وهذا قول أكثر المفسرين، وقيل «عسعس» أقبل، لأن اللفظ من قبيل المشترك ورُجح الثاني لمطابقته ما بعده وهو قوله «والصبح إذا تنفس»، ولا يبعد أن يكون المعنيان مقصودين لعدم تعارضهما، ولكل منهما شاهد في القرآن، قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)} [سورة الليل، آية رقم ١]، وقال -سُبْحَانَهُ-: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣)} [سورة المدثر، آية رقم: ٣٣]. فيكون الله مقسمًا بالليل مقبلًا ومدبرًا.

قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (١٨)} أي بدت علائم الصبح، وانشق النور شيئًا فشيئًا حتى يستكمل وتطلع الشمس.

وإقسامه تعالى بهذه المخلوقات العظيمة، لما فيها من الدلالة على بديع حكمته وعظيم قدرته، وعظم المقسم به يدل على عظم المقسم عليه وهو قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩)} «أي القرآن».

الرسول الكريم هو جبريل وأضاف القول إليه لأنه الذي نزل بالقرآن، وملك كريم أي شريف حسن الخلق، بهي المنظر.

قوله تعالى: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠)} أي شديد الخلق، شديد البطش، رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - في ستة مئة جناح قد سد

<<  <  ج: ص:  >  >>