للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفق كله (١).

{عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠)} أي جبريل مقرب عند الله له منزلة رفيعة وخصيصة من الله اختص بها «مكين»، أي له مكانة ومنزلة فوق منازل الملائكة كلهم.

قوله تعالى: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) ?} أي جبريل مطاع في الملأ الأعلى، لأنه من الملائكة المقربين، نافذ فيهم أمره مطاع رأيه، «أمين» أي ذو أمانة وقيام بما أُمر به لا يزيد ولا ينقص، ولا يتعدى ما حد له، وهذا كله يدل على شرف القرآن عند الله تعالى، فإنه بعث به هذا الملك الكريم الموصوف بتلك الصفات الكاملة، والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات وأشرف الرسائل.

ولما ذكر فضل الرسول الملكي الذي جاء بالقرآن، ذكر فضل الرسول البشري الذي نزل عليه القرآن ودعا إليه الناس فقال: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)} وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - {بِمَجْنُونٍ} كما يقوله أعداؤه المكذبون برسالته المتقولون عليه (من) الأقوال التي يريدون أن يطفئوا بها ما جاء به بل هو أكمل الناس عقلًا، وأجزلهم رأيًا وأصدقهم لهجة.


(١). صحيح البخاري رقم (٣٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>