للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَأَىهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣)} أي رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - جبريل بالأفق المبين الذي هو أعلى ما يلوح للبصر.

قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)} أي وما هو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه، بل هو - صلى الله عليه وسلم - أمين أهل السماء وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين فلم يشح بشيء منه عن غني ولا فقير ولا رئيس ولا مرؤوس ولا ذكر ولا أنثى ولا حضري ولا بدوي، ولذلك بعثه الله في جاهلية جهلاء فلم يمت - صلى الله عليه وسلم - حتى كانوا علماء ربانيين وأحبارًا متفرسين، إليهم الغاية في العلوم وإليهم المنتهى في استخراج الدقائق والفهوم وهم الأساتذة وغيرهم قصاراه أن يكون من تلاميذهم.

قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (٢٥)} لما ذكر جلالة كتابه وفضله بذكر الرسولين الكريمين اللذين وصل إلى الناس على أيديهما، وأثنى الله عليهما بما أثنى، دفع عنه كل آفة ونقص مما يقدح في صدقه.

قوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦)} أي كيف يخطر هذا ببالكم؟ وأين عريت عنكم أذهانكم حتى جعلتم الحق الذي هو في أعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب الذي هو أنزل ما يكون وأرذل وأسفل الباطل؟ هل هذا إلا من انقلاب الحقائق.

<<  <  ج: ص:  >  >>