للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٢٧)} يتذكرون به ربهم وما له من صفات الكمال وما ينزه عنه من النقائص والرذائل والأمثال، ويتذكرون به الأوامر والنواهي وحكمها، ويتذكرون به الأحكام القدرية والشرعية والجزائية، وبالجملة يتذكرون به مصالح الدارين وينالون بالعمل به السعادتين.

قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨)} بعدما تبين الرشد من الغي والهدى من الضلال.

قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩)} فمشيئته نافذة لا يمكن أن تعارض أو تمانع، وفي هذه الآية وأمثالها رد على فرقتي القدرية النفاة والقدرية المجبرة والله أعلم.

ومن فوائد السورة الكريمة:

«١ - أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لقوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨)} لأن في ذلك توبيخًا لوائدها، فقوله: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)} استفهام معناه نفي أن يكون لقتلها سبب من جهتها مما يدل على أن قتلها محض الظلم والعدوان والجهل.

٢ - نشر صحف الأعمال ليقرأ كل ما فيها مما أُحصي عليه.

٣ - الرد على الفلاسفة في زعمهم دوام هذا العالم، وأن الأفلاك

<<  <  ج: ص:  >  >>