قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)} الخطاب هنا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولأمته، أي: أليس قد بلغك حديث الغاشية. وأصل الغاشية الداهية العظيمة، والمراد القيامة لأنها تغشى الناس جميعًا أي تغمرهم بأهوالها وشدائدها، والاستفهام هنا للتقرير والتهويل والتشويق والتنبيه إلى أن هذا من الأحاديث العظيمة التي ينبغي أن يتحدث بها.
في هذه السورة يذكر تعالى أحوال يوم القيامة، وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير، فأخبر عن وصف كلا الفريقين.
فقال في وصف أهل النار: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢)} أي وجوه الكفار والمنافقين يوم القيامة ذليلة، كما قال تعالى:{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} وكنى بالوجوه عن أصحابها لظهور آثار الذل عليها.
قوله تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣)} عاملة عملًا يكون به النصب وهو التعب، قال العلماء: وذلك أنهم يكلفون يوم