القيامة بجر السلاسل والأغلال والخوض في نار جهنم كما يخوض الرجل في الوحل، فهي عاملة تعبة من العمل الذي تكلف به يوم القيامة لأنه عمل عذاب وعقاب. وليس المعنى كما قال بعضهم أن المراد بها الكفار الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، وذلك لأن الله قيد هذا بقوله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} أي يومئذ تأتي الغاشية وهذا لا يكون إلا يوم القيامة.
قوله تعالى: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤)} أي تدخل في نار جهنم والنار الحامية التي بلغت من حموها أنها فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءًا.
قوله تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥)} أي هذه الوجوه حين تطلب السقيا تسقى من عين حارة بلغت أناها، أي غايتها في الحرارة، كما قال تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤)} [سورة الرحمن، آية رقم: ٤٤]، وقال تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (٢٩)} [سورة الكهف، آية رقم: ٢٩].
قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦)} والضريع نبات لا تقربه الدواب لخبثه وسوء عاقبته.
قوله تعالى: {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)} أي لا فائدة فيه