للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا ينفع البدن ولا يدفع غائلة الجوع، والمراد أن من طعام أهل النار نبتًا يشبه الضريع في عدم نفعه وغنائه، وإن لم يكن مثله في حقيقته كما هو الشأن في سائر حقائق الآخرة مع حقائق الدنيا، بل هو طعام غاية في الخبث وفي سوء تجرعه.

والقصد في الآية التأكيد فهو إضافي، أي: نسبي، بدليل أنه جاء في القرآن أن من طعام أهل النار الغسلين والزقوم ويحتمل أن المعذبين على طبقات والعذاب ألوان، فمنهم من طعامه الضريع، ومنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه الغسلين، لكل باب منهم جزء مقسوم نسأل الله النجاة بمنه.

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٨)} أي بما أعطاها الله - عز وجل - من السرور والثواب الجزيل لأنها علمت ذلك وهي في قبورها، فإن الإنسان في قبره ينعم يفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها.

قوله تعالى: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩)} أي لعملها الذي عملته في الدنيا راضية لأنها وصلت به إلى هذا النعيم وهذا السرور والفرح.

قوله تعالى: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (١٠)} العلو ضد السفول، ومن المعلوم أنه في يوم القيامة تزول السموات السبع والأرضون ولا يبقى إلا الجنة والنار فهي عالية وأعلاها ووسطها الفردوس

<<  <  ج: ص:  >  >>