قوله تعالى: {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (١١)} أي لا تسمع في هذه الجنة قولة لاغية أو نفسًا لاغية بل كل ما فيها جد، كل ما فيها تسبيح وتحميد، يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس، أي أنه لا يشق عليهم فهم دائمًا في ذكر الله - عز وجل - وتسبيح وأنس وسرور، يأتي بعضهم إلى بعض، ويزور بعضهم بعضًا في حبور لا نظير له.
قوله تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (١٢)} أي تجري حيث أراد أهلها لا تحتاج إلى حفر ساقية، ولا إقامة أخدود، كما قال ابن القيم - رحمه الله -:
أَنْهَارُهَا فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ جَرَتْ
سُبْحَانَ مُمْسِكِهَا عَنِ الفَيَضَانِ
قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣)} السرر جمع سرير وهي المجالس المرتفعة في ذاتها وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة يجلسون عليها يتفكهون هم وأزواجهم من الحور العين في ظلال على الأرائك متكئون.
قوله تعالى: {وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤)} يعني ليست مرفوعة عنهم بل هي موضوعة لهم متى شاءوا شربوا فيها من هذه الأنهار الأربعة الخمر والماء والعسل واللبن. والأكواب جمع كوب وهو الكوز الذي لا عروة له فهو صالح للشرب من كل جهة.