قوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥)} أي وسائد من الحرير والإستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله قد صفت للجلوس والاتكاء عليها، وقد أُريحوا أن يضعوها أو يصفوها بأنفسهم.
قوله تعالى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦)} أي بسط كثيرة فاخرة جمع زربية، ومبثوثة أي مبسوطة ومفرقة في كل مكان من مجالسهم وهذا من كمال النعيم والرفاهية - نسأل الله أن يجعلنا من أهلها - ولا تظن أن هذه النمارق وهذه الأكواب، وهذه السرر وهذه الزرابي لا تظن أنها تشبه ما في الدنيا، لأنها لو كانت تشبه ما في الدنيا لكنا نعلم نعيم الآخرة ونعلم حقيقته، لكنها لا تشبهه لقول الله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)} [سورة السجدة، آية رقم: ١٧]، إنما الأسماء واحدة والحقائق مختلفة، ولهذا قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «ليس في الآخرة مما في الدنيا إلا الأسماء فقط». فنحن لا نعلم حقيقة هذه النعم المذكورة في الجنة وإن كنا نشاهد ما يوافقها في الاسم في الدنيا لكنه فرق بين هذا وهذا.
قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧)} بعد ذكر القيامة ومصير الأشقياء والسعداء انتقل السياق إلى توبيخ المعرضين عن الإيمان وعن النظر في آيات الله الدالة على توحيده وقدرته على البعث، ذكر منها أربع آيات: خلق الإبل،