ثم أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالتذكير بآيات الله الكونية وآياته الشرعية، وما تضمنته من الوعد والوعيد، وأخبره أن هذه هي وظيفته - صلى الله عليه وسلم -، وختمت السورة بأن إليه سبحانه المآب، وعليه الحساب.
قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧)} أي أفلا ينظرون بأبصارهم نظر تفكر واعتبار، والاستفهام للإنكار والتوبيخ، إلى الإبل وهو الحيوان المعروف، كيف خلقت هذا الخلق البديع العجيب في عظم جسمها وشدة قوتها بحيث تحمل عليها الأحمال وهي باركة ثم تقوم بيسر، وهي آية في الصبر على الجوع والعطش أيامًا، وترعى كل نبات، كثيرة المنافع، بحيث يشرب لبنها ويؤكل لحمها، ويلبس من وبرها، وتنقاد للكبير والصغير وهي أنفس أموال العرب.
قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨)} بلا عمد، وما زينت به من النجوم والشمس والقمر.
قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩)} أي جعلت منتصبة على وجه الأرض نصبًا ثابتًا، فصارت لها كالأوتاد ويلوذ بها الناس، ويتخذون منها بيوتًا.
قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠)} أي بسطت