للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومهدت حتى صارت صالحة للمشي عليها، وإقامة المساكن فوقها، وهذا لا ينافي كونها كروية لأنها واسعة وسطحها مختلف ارتفاعًا وانخفاضًا.

فإنهم لو نظروا إلى كل ذلك نظر اعتبار وتفكر، لأيقنوا أن الله الذي خلقها قادر على بعثهم بعد الموت للحساب والجزاء، وخصت هذه الأربعة بالذكر لأنهم يشاهدونها دائمًا بأعينهم، وابتدئ بالإبل لأنها والله أعلم أشد ملابسة لهم من غيرها، والاستفهام في قوله «كيف» في المواضع الأربعة للتعجب والتعظيم، ولما ذكر الله الأدلة على التوحيد والقدرة على البعث أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالتذكير.

قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١)} أي إذا كان الأمر ما علمت فذكر أي: عظهم وداوم على التذكير ولا تيأس، فإن وظيفتك التذكير فقط، ولست هاديًا لهم فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.

قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢)} أي ليست عليهم بمسلط، أي لست بذي سلطة فتجبرهم على الإيمان بل لله الولاية عليهم، كما قال تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [سورة ق، آية رقم: ٤٥]، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُمِرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ

<<  <  ج: ص:  >  >>