وقد اشتمل القرآن أول ما نزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - تذكيره بعظمته ? فقال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)} [سورة العلق، الآيات: ١ - ٥]. وتعظيم الخالق في نفوس الخلق هو أول ما يجب على من دعا إلى الله، وبذلك أمر الله نبيه فقال: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣)} [سورة المدثر، آية رقم: ٣]، ولذلك تجد هذا المعنى في جميع قصص الأنبياء مع قومهم، ومن هنا يعلم الخطأ الكبير الذي يقع فيه بعض خطباء الجمعة الذين تخلو خطبهم من الموعظة، وإنما هي دروس علمية، ومسائل فقهية.
٣ - الهاء في قوله:{يَابُنَيَّ إِنَّهَا} أي الخطيئة والحسنة، قال ابن جرير - رحمه الله -: لأن الله تعالى ذكره لم يعد عبادهُ أن يوفيهم جزاء سيئاتهم دون جزاء حسناتهم فيقال إن المعصية إن تك حبة من خردل يأت بها الله، بل وعد كلا العاملين أن يوفيه جزاء أعمالهما» (١).