للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - أن الكبر يشمل تزكية النفس والإعجاب بها عند الآخرين، والتكبر بالنسب والمال والجاه، والقوة، والجمال، فصاحب النسب الشريف يتكبر على من ليس كذلك، وإن كان أرفع منه عملًا، والغني يتكبر بماله على الفقير، وصاحب المنصب يتكبر على من ليس كذلك، والمرأة الجميلة تتكبر على المرأة التي ليست كذلك، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [سورة الحجرات، آية: ١٣].

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ» (١) الحديث.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللَّهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ» (٢).

٩ - من أسباب الوقوع في الكبر أن يأنف المتكبر عن


(١) مسند الإمام أحمد من حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - (٣٧/ ٥٣٨) برقم (٢٢٩٠٣)، وقال محققوه: حديث صحيح.
(٢) سنن الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - برقم (٣٩٥٥)، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٥٤) برقم (٣١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>