الاعتراف بالخطأ، ولذلك عدَّ أهل العلم البدعة في المرتبة الثانية بعد الكفر، لأن صاحبها لا يتوب منها لأنه يعظم عليه الرجوع إلى الحق والاعتراف بالخطأ، وهذا خلاف ما عليه عباد الله الصالحين، قال تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (١٧٢)} [سورة النساء، آية رقم: ١٧٢].
١٠ - من أسباب الكبر التي يجب التنبه لها والحذر من الوقوع فيها أن يكون في المرء خصالًا يرى أنه بها أفضل من غيره والأمر ليس كذلك.
ولذلك لما أمر الله إبليس لعنه الله بالسجود لآدم أبى واستكبر لاعتقاده أنه أفضل منه، والسبب أنه خلق من نار وآدم خلق من طين، قال تعالى فيما حكاه الله عنه: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (١٢)} [سورة الأعراف، آية رقم: ١٢].
قال ابن كثير - رحمه الله -: وقول إبليس لعنه الله فيما حكاه الله عنه: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} من العذر الذي هو أكبر من الذنب، كأنه امتنع من الطاعة لأنه لا يؤمر الفاضل بالسجود للمفضول. يعني- لعنه الله: وأنا خير منه فكيف تأمرني بالسجود له؟ ثم