للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن القيم رحمه الله: «وقد توعد الله سبحانه مستحلي المعازف بأن يخسف الله بهم الأرض، ويمسخهم قردة وخنازير، وإن كان الوعيد على جميع هذه الأفعال، فلكل واحد قسط في الذم والوعيد». اهـ (١).

قال الشاعر:

فهذا الحقُّ ليسَ بهِ خفَاء ... فدعني عن بُنيَّات الطَّريق

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما خلاصته: «وإنما ذلك إذا استحلوا هذه المحرمات بالتأويلات الفاسدة، فإنهم لو استحلوها مع اعتقاد أن الرسول حرمها كانوا كفارًا، ولم يكونوا من أمته» (٢). اهـ.

وقد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم المعازف، ولو أتلفها متلف عندهم لم يضمن صورة التالف، بل يحرم عندهم اتخاذها. ولما سئل الإمام مالك عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ قال: إنما يفعله عندنا الفساق (٣).

ولما سئل الإمام أحمد رحمه الله عنه قال: «الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ» (٤).

وأما مذهب أبي حنيفة، فهو من أشد المذاهب، فقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها، كالمزمار، والدف، حتى الضرب بالقصب، وصرحوا بأنه معصية، يوجب الفسق وتُرد به الشهادة (٥).

وقد انتشر الغناء وللأسف في مجتمعنا، فالأغاني في التلفاز والقنوات الفضائية والمسجل والراديو، وغيرها من آلات اللهو.

قال يزيد بن الوليد: «إياكم والغناء، فإنه ينقص الحياء، ويزيد في


(١) انظر: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (١/ ٢٨٣).
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ٤٧٨).
(٣) إغاثة اللهفان (١/ ٣٤٤).
(٤) المصدر السابق (١/ ٣٤٨).
(٥) إغاثة اللهفان (١/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>