للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل المسكر. وقال: فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنا، أو رقية الزنا» (١).

قال ابن القيم رحمه الله: «ولا ريب أن كل غيور يجنب أهله سماع الغناء، كما يجنبهن أسباب الريب، ومن طرَّق أهله إلى سماع رقية الزنا فهو أعلم بالإثم الذي يستحقه، ومن الأمر المعلوم عند القوم أن المرأة إذا استعصت على الرجل اجتهد أن يسمعها صوت الغناء، فحينئذ تعطي الليان، فلعمر الله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا، وكم من حر أصبح به عبدًا للصبيان أو الصبايا، وكم من غيور تبدل به اسمًا قبيحًا بين البرايا، وكم من معافى تعرض له فأمسى وقد حلت به أنواع من البلايا، وكم جرع من غصة، وأزال من نعمة، وجلب من نقمة، وكم خبأ لأهله من آلام منتظرة، وغموم متوقعة، وهموم مستقبلة؟ ! » (٢).

قال ابن القيم رحمه الله:

فدع صاحب المزمار والدف والغِنا ... وما اختاره عن طاعة الله مذهبَا

ودعه يعيش في غيهِ وضلالِهِ ... على تَاتِنَا يحيا ويُبعث أشيبا

وفي تَنْتِنَا يومَ المَعَادِ نَجاتُه ... إلى الجنةِ الحمراءِ يُدْعى مُقربَا

سيعلم يوم العرض أيَّ بضَاعَةٍ ... أَضاعَ وعند الوزنِ مَا خَفَّ أّوْ رَبَا

ويعلمُ ما قد كان فيه حياتُه ... إذا حُصِّلتْ أعمالُه كلها هَبَا

ومما تقدم من الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة، وأقوال أهل العلم، يتبين تحريم الغناء، وأنه من كبائر الذنوب، فيجب على


(١) إغاثة اللهفان (١/ ٣٦٥).
(٢) إغاثة اللهفان من وساوس الشيطان (١/ ٣٦٦ - ٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>