للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمن أن ينأى بنفسه عنه، فإنه لا يجتمع كلام الرحمن، ومزمار الشيطان في قلب امرئ أبدًا.

تنبيه: انتشر في هذا الزمان ما يسميه أصحاب التسجيلات «الأناشيد الإسلامية»، قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه تحريم آلات اللهو، بعد أن ذكر الأدلة على تحريم الغناء: «ويتبين أنه لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرع، فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم، وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي، واشتد إنكارهم على مستحله، فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية، تبين له بكل وضوح أنه لا فرق في الحكم بين الغناء الصوفي، والأناشيد الدينية، بل قد تكون في هذه آفة أخرى، وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم، وتخرجهم عن طورهم، فيكون المقصود هو اللحن والطرب، وليس النشيد بالذات، وهذه مخالفة جديدة، وهي التشبه بالكفار والمجان، وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن، وهجرهم إياه، فيدخلون في عموم شكوى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قومه كما في قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان ٣٠] (١).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) (ص: ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>