للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، هذا يرجع على أن الجزاء من جنس العمل، وقد تكاثرت النصوص بهذا المعنى، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» (١)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ في الدُّنْيَا» (٢).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» (٣).

والكربة: هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الكرب، وتنفيسها أن يخفف عنه منها، مأخوذ من تنفيس الخناق، كأنه يرخي له الخناق حتى يأخذ نفسًا، والتفريج أعظم من ذلك وهو: أن يزيل عنه الكربة فتنفرج عنه كربته ويزول همه وغمه.

فجزاء التنفيس: التنفيس، وجزاء التفريج: التفريج.

قوله: «كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، ولم يقل: من كرب الدنيا والآخرة كما في التيسير والستر، قيل في مناسبة ذلك:


(١) صحيح البخاري برقم (٧٤٤٨)، وصحيح مسلم برقم (٩٢٣) من حديث أسامة ابن زيد - رضي الله عنهما -.
(٢) صحيح مسلم برقم (٢٦١٣) من حديث هشام بن حكيم بن حزام - رضي الله عنهما -.
(٣) صحيح البخاري برقم (٢٤٤٢)، صحيح مسلم برقم (٢٥٨٠) من حديث عبد اللَّه ابن عمر - رضي الله عنهما -.

<<  <  ج: ص:  >  >>