للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الكرب هي الشدائد العظيمة وليس كل أحد يحصل له ذلك في الدنيا، بخلاف الإعسار والعورات المحتاجة إلى الستر، فإن أحدًا لا يكاد يخلو في الدنيا من ذلك ولو بتعسر بعض الحاجات المهمة، وقيل: لأن كرب الدنيا بالنسبة إلى كرب الآخرة لا شيء فادخر الله جزاء تنفيس الكرب عنده لينفس به كرب الآخرة وشدائدها.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».

هذا أيضًا يدل على أن الإعسار قد يحصل في الآخرة، وقد وصف الله يوم القيامة بأنه «يوم عسير» فقال: {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (٢٦)} [سورة الفرقان، آية رقم: ٢٦].

والتيسير على المعسر في الدنيا من جهة المال يكون بأحد أمرين؛ إما بانظاره إلى الميسرة وذلك واجب، قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [سورة البقرة، آية: ٢٨٠]، وتارة بالوضع عنه إن كان غريمًا، وإلا فبإعطائه ما يزول به إعساره، وكلاهما له فضل عظيم.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>