للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكبراء، وسائر العامة تحبه لأنه منتصب لنفعهم ليلًا ونهارًا بلسانه وقلمه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا»، سلوك الطريق لالتماس العلم يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي وهو الذهاب إلى مجالس العلماء، ويدخل فيه سلوك الطريق المؤدية إلى حصول العلم مثل حفظه ودراسته ومذاكرته ومطالعته وكتابته والتفهم له، ونحو ذلك من الطرق المعنوية التي يتوصل بها إلى العلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: «سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّة» قد يراد بذلك أن الله يسهل له العلم الذي طلبه وييسره عليه، فإن العلم طريق موصل إلى الجنة، وقد يراد أيضًا أن الله ييسر لطالب العلم إذا قصد بطلبه وجه الله الانتفاع به والعمل بمقتضاه فيكون سببًا لهدايته ولدخول الجنة. وقد ييسر الله لطالب العلم علومًا أُخر ينتفع بها، وتكون موصلة إلى الجنة.

وقد يدخل في ذلك أيضًا تسهيل طريق الجنة الحسي يوم القيامة وهو الصراط، وما قبله وما بعده من الأهوال، فلا طريق إلى معرفة الله وإلى الوصول إلى رضوانه والفوز بقربه ومجاورته في الآخرة إلا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>