للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»، يعني في أي مكان، وإذا كان في المسجد كان ذلك أفضل لما في المسجد من الإعانة على هذا الخير، لأن وجودهم في المسجد من أعظم الأسباب في فراغهم وعنايتهم بالتلاوة وعدم تشاغلهم بشيء بخلاف البيوت، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (٣٧) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٨)} [سورة النور، الآيات: ٣٦ - ٣٨].

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن جزاء الذين يجلسون في بيت الله يتدارسون كتاب الله أربعة أشياء:

١ - تنزل السكينة عليهم، وهي إما السكون والوقار والخشوع، وإما الملائكة الذين يستمعون القرآن، سمُّوا بذلك لما هم عليه من السكون والخشوع.

٢ - غشيان الرحمة: أي تكفير سيئاتهم ورفع درجاتهم، وإيصالهم إلى جنته وكرامته.

<<  <  ج: ص:  >  >>