للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية أخرى لمسلم: «يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالآخَرُ مِنْ وَرِقٍ» (١).

وهذا الحوض، وصفته ثبتت بطرق عن جمع من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، واشتهر ذلك واستفاض، بل تواترت في كتب السنة من الصحاح، والحسان، والمسانيد، والسنن، والحوض هو مجمع الماء.

قال النووي رحمه الله: «وَهَذَا تَصرِيحٌ بِأَنَّ الحَوضَ حَقِيقِيٌّ عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا سَبَقَ، وَأَنَّهُ مَخلُوقٌ مَوجُودٌ اليَومَ» (٢).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «وَالحَوضُ مَوجُودٌ الآنَ» (٣) لما رواه البخاري، ومسلم من حديث عقبة بن عامر: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَومًا فَصَلَّى عَلَى أَهلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى المَيْتِ، ثُمَّ انصَرَفَ عَلَى المِنبَرِ، فَقَالَ: «إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضي الآنَ» (٤).

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» (٥).

ولهذا يحتمل أنه في هذا المكان، لكن لا نشاهده لأنه غيبي، ويحتمل أن المنبر يوضع يوم القيامة على الحوض (٦). اهـ.

وأما في كيفية مائه، فإنه أشد بياضًا من اللبن، هذا اللون، أما في الطعم فإنه أحلى من العسل، وفي الرائحة أطيب من المسك.

روى مسلم من حديث أبي ذر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما ذكر الحوض


(١) برقم (٢٣٠١).
(٢) شرح صحيح مسلم (٥/ ٥٩).
(٣) شرح العقيدة الواسطية (٢/ ١٥٧).
(٤) البخاري برقم (٦٥٩٠)، ومسلم برقم (٢٢٩٦).
(٥) البخاري برقم (٦٥٨٨)، ومسلم برقم (١٣٩١).
(٦) شرح العقيدة الواسطية (٢/ ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>