للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكر محرم عليه، ولا يجوز في ذلك طاعة الوالدين، ولا طاعة الزوج، حتى لو فرض أن الوالد والوالدة إذا لم يحضر الولد من ذكر أو أنثى هذه الحفلات حصل منهم غضب أو زعل، ولا يعد ذلك من العقوق؛ لأن هذا من طاعة الله، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ بِالمَعْرُوْفِ» (١). والمنكر لا طاعة فيه لأحد، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». اهـ (٢).

ثامنًا: السهر حتى ساعة متأخرة من الليل، وربما في بعض الحفلات إلى قرب صلاة الفجر، وهذا يؤدي إلى إضاعة صلاة الفجر، فيحرم المسلم نفسه من الأجر والثواب، ويعرضها لعقوبة الله، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: ٥٩].

روى مسلم في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّة اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ، ثُم يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» (٣).

تاسعًا: من المنكرات التي ترتكب بمناسبة الزواج ذهاب الزوجين بعد زواجهما إلى بلاد الكفار، أو بلاد أخرى تماثلها في الفساد لقضاء شهر العسل زعموا، وفي ذلك مخالفة صريحة لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد روى الترمذي من حديث جرير بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَنَا بَرِيْءٌ مِن


(١) صحيح البخاري برقم (٤٣٤٠)، وصحيح مسلم برقم (١٨٤٠).
(٢) هذه الفتوى عليها توقيع الشيخ رحمه الله بتاريخ ١٦/ ٩ / ١٤٠٩ هـ.
(٣) برقم (٦٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>