للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامسًا: إحضار المغنيات ليغنين في حفلات الزواج مع الآلات والمعازف، ولا شك أن هذا من أعظم المنكرات، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيَكُوْنَنَّ مِن أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّوْنَ الحِرَ وَالحَرِيْرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ» (١). وإنما أجاز الشارع الضرب بالدف عند النساء بشرط أن لا يصحبه غناء ماجن من قبل النساء.

سادسًا: الإسراف في الولائم، واستئجار الفنادق، وقصور الأفراح بأموال طائلة، فينبغي الاقتصاد في ذلك، وترك الإسراف، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١].

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧].

سابعًا: لبس كثير من النساء في حفلات الزواج اللباس العاري، أو المفتوح، أو الضيق الذي يصف البشرة، أو الخارج عن الحياء، حتى لو كان عند النساء، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صِنْفَانِ مِن أَهْلِ النَّارِ لَم أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُم سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُوْنَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيْلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوْسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المَائِلَةِ، لَا يَدْخُلنَ الجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوْجَدُ مِن مَسِيْرَةِ كَذَا وَكَذَا» (٢).

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حضور الحفلات المشتملة على المنكرات، فقال: حضورها واجب إذا كان الإنسان يستطيع بحضوره أن يغير المنكر، وأما إذا كان لا يستطيع تغييره فإن حضورها


(١) سبق تخريجه.
(٢) برقم (٢١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>