للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بلغ حاجته» (١).

قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: «يا أبا يحيى، حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم» (٢).

وقال الأوزاعي: «كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رحمه الله برسالة لم يحفظها غيري وغير مكحول: أما بعد، فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ومن عد كلامه من عمله قل كلامه فيما لا ينفعه» (٣).

وقال عبد الله بن مسعود: «وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ، مَا شَيْءٌ أَحْوَجَ إِلَى طُولِ سَجْنٍ مِنْ هَذَا اللِّسَانِ» (٤).

قال الإمام النووي رحمه الله: اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلامًا تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء. اهـ (٥).

وشر حركات الجوارح حركة اللسان، وهي أضر ما يكون على العبد.

قال ابن القيم: ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر،


(١) الصمت لابن أبي الدنيا (ص: ٢٤١).
(٢) إحياء علوم الدين (٣/ ١٢٠).
(٣) إحياء علوم الدين (٣/ ١١٢).
(٤) إحياء علوم الدين (٣/ ٢٠٠).
(٥) انظر: شرح صحيح مسلم (٢/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>