للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر:

إني وإن كَان جَمْعُ المالِ يُعْجِبُنِي ... ما يعدلُ المالُ عِندي صِحَّة الجَسَد

المالُ زينٌ وفي الأَولادِ مَكْرُمَةٌ ... والسُقْمُ يُنسِيك ذِكرَ المَالِ والوَلَد

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل ربه العافية صباحًا ومساءً، وحتى عند نومه، فروى أبو داود في سننه من حديث ابن عمر قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» (١). قال أبو داود: قال وكيع: يعني الخسف، وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن الحارث، يحدث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلاً إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ أَن يَقُولَ: «اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي ... الحديث، وقال في آخره: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ؟ فَقَالَ: مِنْ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ، مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (٢).

والعافية في الدنيا هي دفع الله عن العبد جميع الأسقام والبلايا وجميع ما يكرهه ويشينه، والعافية في الآخرة هي دفع الله عنه جميع أهوال الآخرة وأفزاعها، ولا يخرج مطلوب العبد من هذين القسمين.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من سيئ الأسقام، فروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ


(١) سبق تخريجه.
(٢) برقم (٢٧١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>