للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

وَكُنْتَ متى أرسَلتَ طَرفكَ رَائِداً ... لِقَلْبِكَ يوماً أَتعَبَتكَ المناظرُ

رأيتَ الذي لَا كُلَّهُ أنت قَادِرٌ ... عَليهِ وَلَا عَنْ بَعْضِهِ أنتَ صابِرُ

ج - أنه يورث القلب سرورًا، وانشراحًا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر، وذلك بقهر عدوه بمخالفة نفسه وهواه (١)، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي قتادة، وأبي الدهماء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلهِ عز وجل، إِلَاّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ» (٢).

د - أنه يكسب القلب نورًا، كما أن إطلاقه يكسب القلب ظلمة، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: ٣٠].

ثم قال إثر ذلك: {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} [النور: ٣٥].

أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره، واجتنب نواهيه، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان (٣).

خامسًا: الزواج وهو من أنفع العلاج وأقواه في معالجة هذا الأمر، روى البخاري، ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ


(١) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص: ١٥٨).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص: ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>