للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحلق أذقانهم، ويتشبهون بالنساء، حيث يحاولون القضاء على أعظم الفوارق الحسية بين الذكر والأنثى، وهو اللحية، وقد كَانَ - صلى الله عليه وسلم - كَثَّ اللِّحيَةِ، وهو أجمل الخلق وأحسنهم صورة، والرجال الذين أخذوا كنوز كسرى وقيصر، ودانت لهم مشارق الأرض ومغاربها ليس فيهم حالق، نرجوا الله أن يرينا وإخواننا المؤمنين الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه (١). اهـ.

روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ (٢)، وفي صحيح البخاري من حديث أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: «قُلْنَا لِخَبَّابٍ: أكان رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْنَا: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ» (٣)، وهذا دليل على أنه كان يعفيها ولا يأخذ منها شيئًا، وهكذا الصحابة جميعًا ولم يعرف حلق اللحية إلا في الأزمنة المتأخرة.

وبعض الناس يثير شبهة إذا نصحته بعدم حلق اللحية، فيقول: الإيمان بالقلب، وليست القضية تربية اللحية، فكم من إنسان حليق اللحية خدم الإسلام والمسلمين، وكم من إنسان أعفى لحيته وعليه من التقصير ما الله به عليم؟

فالجواب عن ذلك أن على المؤمن الالتزام بأوامر الله ورسوله، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: ٣١]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (٤).


(١) أضواء البيان (٣/ ٦٤).
(٢) قطعة من حديث برقم (٢٣٤٤).
(٣) برقم (٧٤٦).
(٤) صحيح البخاري برقم (٧٢٨٨)، وصحيح مسلم برقم (١٣٣٧)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>