للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنصار، قالت عائشة رضي الله عنها: «فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها»، وقال كلمته المشهورة: «لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ» (١).

يقول العلماء: حفظ الله الدين، برجلين: أبو بكر في حروب الردة، وأحمد بن حنبل في فتنة الجهمية.

وجمع القرآن في عهده، يقول علي بن أبي طالب: أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر. وكان - رضي الله عنه - شديد الورع، روى البخاري في صحيحه من حديث عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت: لما استخلف أبو بكر الصديق قال: لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤونة أهلي، وشغلت بأمر المسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال، ويحترف للمسلمين فيه (٢).

قال ابن حجر: أشار بذلك أنه كان كسوباً لمؤنته ومؤنة عياله بالتجارة من غير عجز تمهيداً على سبيل الاعتذار عما يأخذه من مال المسلمين إذا احتاج إليه، فقد روى ابن سعد وابن المنذر بإسناد صحيح عن مسروق عن عائشة قالت: لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال: انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة بعدي، قالت: فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه، وناضح كان يسقي بستاناً له، فبعثنا بهما إلى عمر، فقال: رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده (٣).

تقول عائشة رضي الله عنها: كان أول بدء مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين


(١) صحيح البخاري برقم (١٤٠٠)، وصحيح مسلم برقم (٢٠).
(٢) برقم (٢٠٧٠).
(٣) فتح الباري (٤/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>