للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلة: قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران: ١٢٣].

السهولة: قال تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (١٤)} [الإنسان].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «لا بد من أذى لكل من كان في الدنيا، فإن لم يصبر على الأذى في طاعة اللَّه بل اختار المعصية، كان ما يحصل له من الشر أعظم مما فر منه بكثير، قال تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة: ٤٩]؛ ومن احتمل الهوان والأذى في طاعة اللَّه على الكرامة والعز في معصية اللَّه، كما فعل يوسف عليه السَّلام وغيره من الأنبياء عليهم السَّلام والصالحين، كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة» وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيماً وسروراً، كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزناً وثبوراً.

فيوسف صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاف اللَّه من الذنوب، ولم يخف من أذى الخلق وحبسهم إذا أطاع اللَّه بل آثر الحبس والأذى مع الطاعة على الكرامة والعز وقضاء الشهوات ونيل الرياسة والمال مع المعصية، فإنه لو وافق امرأة العزيز نال الشهوة، وأكرمته المرأة بالمال والرياسة وزوجها في طاعتها، فاختار يوسف الذل والحبس، وترك الشهوة والخروج عن المال والرياسة مع الطاعة على العز والرياسة والمال وقضاء الشهوة مع المعصية (١)، قال وهب بن منبه: لما مر يوسف على


(١) الفتاوى (١٥/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>