قال ابن كثير: وهذا موافق لما في الصحيح من رواية قتادة من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللهُ عنه: أن رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ»(١).
ولما دخل عمران بن طلحة على علي رضي اللهُ عنه بعدما فرغ من أصحاب الجمل، فرحب به وأدناه وقال: إني لأرجو أن يجعلني اللَّه وأباك من الذين قال اللَّه تعالى فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين (٤٧)} [الحجر]، والحكمة في نزع الغل: حتى تكتمل السعادة والفرحة، فإن الغل يفسد القلوب ويضيق به الصدر، ولذلك شرح اللَّه صدر نبينا محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأرسل اللَّه له في صغره ملَكَين، ونزعا ما في صدره من الغل والحقد وغسلا قلبه؛ قوله: {عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين (٤٧)} السرر: جمع سرير مثل جديد وجدد، وقيل: هو من السرور فكأنه مكان رفيع ممهد للسرور، قال ابن عباس: على سرر مكللة بالياقوت والزبرجد والدر. السرير ما