للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرة شك، فلا نترك اليقين بالشك؛ ويرد عليهم بقوله تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ} [النحل: ٩٦]، وبقوله: {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى} [الضحى].

القسم الثاني: غرور العصاة من المؤمنين بقولهم: إن اللَّه كريم وإنا نرجو عفوه، واتكالهم على ذلك، وإهمالهم الأعمال، وتحسين ذلك بتسمية تمنيهم واغترارهم: رجاء، وظنهم أن هذا هو الرجاء المحمود في الدَّين، وهذا جهل بالفرق بين الرجاء والغرة؛ وقد قيل للحسن: قوم يقولون: نرجو اللَّه، ويضيعون العمل! فقال: هيهات هيهات، تلك أمانيهم يترجحون (١) فيها، من رجا شيئًا طلبه، ومن خاف شيئًا هرب منه. اهـ.

وقد بين اللَّه الرجاء المحمود فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيم (٢١٨)} [البقرة].

القسم الثالث: «غرور طوائف لهم طاعات ومعاص، إلا أن معاصيهم أكثر، وهم يتوقعون المغفرة، ويظنون أنهم بذلك تترجح كفة حسناتهم، مع أن ما في كفة السيئات أكثر، وهذا غاية الجهل؛ فترى الواحد يتصدق بدراهم من الحلال والحرام، وما يأكله من أموال المسلمين أضعاف ذلك، ويظن أن إنفاق عشرة في الصدقة يكفر عنه مائة من مشبوه المال، وذلك غاية في الجهل والاغترار» (٢)؛


(١) هكذا في الأصل ولعل الصواب يترددون.
(٢) إحياء علوم الدين (٣/ ٣٦٨ - ٣٧٦) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>