للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنصار، فعلاجه أن يعلم ضعفه وضعفهم، وأَنَّ للمال آفات كثيرة وأنه غادٍ ورائح ولا أصل له.

ومر بالحسن البصري شاب عليه بزة له حسنة، فدعاه فقال له: «ابن آدم مُعجب بشبابه، محب لشمائله، كأن القبر قد وارى بدنك، وكأنك قد لاقيت عملك، ويحك داوِ قلبك فإن مراد اللَّه من العباد صلاح قلوبهم»؛ وقال مسروق: «كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللَّه، وكفى بالمرء جهلاً أن يُعجب بعلمه» (١).

قيل للحسن البصري: من شر الناس؟ قال: من يرى أنه أفضلهم، وقال بعضهم: الكاذب في نهاية البعد من الفضل والمرائي أسوأ حالاً منه لأنه يكذب بفعله وقوله، والمعجب أسوأ حالاً منهما فإنهما يريان نقص أنفسهما ويريدان إخفاءه، والمعجب عمي عن مساوئ نفسه ورآها محاسن وسُر بها، وقد قال إبليس: إذا ظفرت من ابن آدم بثلاث لا أطالبه بغيرها: إذا عجب بنفسه، واستكثر عمله، ونسي ذنوبه (٢).

والخلاصة: «أن العجب آفة كبيرة، ومرض خطير من أمراض القلوب، وإن لم يتداركه صاحبه فإنه يهلكه، ويكون سبباً في بطلان عمله وسقوطه من عين ربه».

والحمدُ للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) بتصرف واختصار من كتاب نضرة النعيم (١١/ ٥٣٥٧ - ٥٣٥٨).
(٢) الذريعة إلى مكارم الشريعة، ص: ٣٠٦ - ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>