للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها ما رواه البخاري ومسلم من حديث جابر رضي اللهُ عنه قال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، قَالَ: وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِنَّ رَجُلًا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَأَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَاسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ قَالَ، فَشَامَ (١) السَّيْفَ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ» ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (٢).

فهذه الأمثلة وغيرها تفيد كما سبق حفظه سبحانه لنبيه محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وذلك تصديقًا لوعده سبحانه: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: ٦٧]، حتى يبلغ هذه الدعوة إلى مشارق الأرض ومغاربها، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون (٩)} [الصف]، فصلوات اللَّه وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار.

والحمدُ للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) فشام أي سقط.
(٢) صحيح مسلم ص: ٩٣٧ برقم ٨٤٣، وصحيح البخاري ص: ٥٥٩ برقم ٢٩١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>